يعتبر الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، في ليلة القدر 26 رمضان 1429 )27 شتنبر 2008) خطابا تأسيسيا، ومحطة بارزة تم خلالها إعلان مجموعة من التدابير الرامية إلى الرقي بالشأن الديني بالمملكة، ومن بين هذه التدابير إحداث مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، التي جاءت تجسيدا للعناية المولوية بأحوال القيمين الدينيين وحرصا من جلالته على توفير الوسائل الكفيلة بتحسين أوضاعهم، في أفق تمكينهم من تحمل مسؤوليتهم لجعل المساجد منبعا للخير والنماء والارتقاء بالمجتمع، وإشاعة أمنه الروحي.
أنشئت المؤسسة بمقتضى الظهير الشريف رقم 1.09.200 الصادر بتاريخ 8 ربيع الأول1431 هـ (23 فبراير 2010)، والذي يتألف من 27 مادة موزعة على خمسة أبواب تتناول على التوالي: الغرض من إحداث المؤسسة، التنظيم والتسيير، ثم التنظيم المالي والمراقبة، وبابين خاصين بأحكام مختلفة.
وقد استند جلالة الملك في إحداث المؤسسة على الفصل 19 من الدستور، تجسيدا لسلطاته الدينية، واعتبارا لكون إحداث هذه المؤسسة يدخل ضمن المجال الخاص بإمارة المؤمنين، بحيث أن هناك مؤسسات أخرى للأعمال الاجتماعية التي تحمل اسم محمد السادس، لكن مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين هي الوحيدة التي تتميز في أن إنشاءها تم بمقتضى ظهير، وهي تتمتع بالرئاسة الشرفية لمولانا أمير المؤمنين كما أنها تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي، حيث أن لها الحق في ممارسة كافة أنواع التصرفات القانونية في التعامل، وفي اكتساب الحقوق وتحمل الالتزامات، وأن لها ذمة مالية مستقلة شأنها في ذلك شأن الأشخاص الطبيعيين.